م. عبد اللطيف البريجاوي
بسم الله والصلاة على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد :
لما بعث الله النبي الكريم محمدا صلى الله عليه وسلم ووصفه بأنه رحمة للعالمين , لم يدرك أصحاب العقول القاصرة والشهوات القاتلة تلك الرحمة العظمى وذلك الكرم الرباني الذي من الله به على البشرية جمعاء , فانبرى الشعراء والخطباء والزعماء من الجاهلية الأولى ليهجوا رسول الله ويشوهوا صورته فنظموا القصائد و جمعوا الناس وألهبوا الأحقاد في الصدور ووصفوا النبي بصفات رديئة !!!
لكن الله غالب على أمره فظهر دين الإسلام وقرت عين النبي صلى الله عليه وسلم بدخول أهل الجزيرة في الإسلام فانمحى كل وصف رديء وصف به النبي صلى الله عليه وسلم من الصدور وحتى من السطور فإنك لا تجد بيت شعر واحد هجي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
لكن إنصاف الإسلام وموضوعيته هي التي سطرت الأوصاف التي وصف بها المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا من قمة الموضوعية والإنصاف
لقد نقل القرآن وصف المشركين للنبي عليه السلام فقالوا عنه ساحر ومجنون وقالوا شاعر وأبتر وأهانوا قدره الشريف عندما قالت ثقيف كما ذكر القرآن الكريم " وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم "
هكذا وصفوا النبي عليه السلام ولولا أن القرآن قيد هذه الصفات لما وجدت أحدا تجرأ أن يصف النبي في صدر أو سطر بأي وصف غير لائق , لكنه القرآن الذي يعلمنا الموضوعية والإنصاف والتحاكم إلى الحق .
ونحن إذ نسمع ونرى حملة رخيصة مأجورة تحاول أن تمس من شخص النبي الكريم الذي هو رحمة للعالمين والذي هو الرؤوف الرحيم ندعو أصحاب الصحيفة الدانمركية إلى التعرف على هذا النبي العظيم عن كثب وقرب دون خلفيات مسبقة ليتعرفوا على هذا الكريم المنقذ من النار صاحب الدعوة إلى السعادتين الدنيا والآخرة فهو لعمري كذلك
هو لعمري الذي رق للأم عندما فقدت وليدها
وهو – فداه نحري – الذي قال لمن ظلمه وطرده لما قدر عليهم اذهبوا فأنتم الطلقاء
وهو صلى الله عليه وسلم الذي رحم الأسرى وحرر العبيد وأحيى الناس ونظم شؤونهم
هو الذي كرم المرأة وجعلها كيان مستقلا لا سلعة رخيصة
هو صاحب الشمائل والأخلاق الحميدة
هو الذي ذرفت عيناه رحمة عندما أسلم ابن جاره اليهودي
هو الذي شهد له المشركون بالصدق والعفاف والأمانة
فنحن ندعوهم ليقفوا مع أنفسهم وقفة صدق و ليتعرفوا على هذا النبي الكريم وندعوهم إلى الإسلام , ندعوهم ليدخلوا في هذا الدين ويتعرفوا على مزاياه لينعموا كما نعمنا ويذوقوا كما ذقنا لذة الإيمان ولذة محبة هذا النبي الكريم .
ولنا في هذا الموقف كلمتان: الأولى لكل من لا يعرف النبي الكريم حق المعرفة فنقول لهم :
نحن المليار من أمة محمد نحب رسول الله ونفديه بأرواحنا ومهج نفوسنا ولن نتأثر برسم أو كلمة تسيء له فهو الكريم و الرؤوف الرحيم ولن يضيرنا في حبه فعل تفعلوه أو قول تقولوه
فو الله لقد استقر حب رسول الله صلى الله عليه وسلم في مهجنا وأرواحنا فهو عندنا أغلى من المال والولد
لكن يا حسرتى على المبغضين والحاقدين وكما قال القرآن " يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزؤون "
يا حسرتى على العقل الإنساني لما ينحط إلى أسفل السافلين فلا يفرق بين غث وسمين !!
إنا ندعوكم بدعاية الإسلام أسلموا تسلموا وتنقذوا أنفسكم من خزي الدنيا وعذاب الآخرة , وإن المكر الذي مكرتموه مكر زائل وأمر حائل سيذهب مع أدراج الرياح.
وكلمة أخرى للعالم الإسلامي الرسمي والشعبي نقول لهم :
اعلموا جميعا وتيقنوا أن رسول الله مـنـّة مـنّ الله سبحانه
وأنه لولا رسول الله ما كنتم
ولولا رسول الله لكنتم نكرة في التاريخ ما ذكركم الناس وما عرفتكم الأمم
ولولا رسول الله لكنتم تعبدون الحجر أو الحيوان أو الشجر
ولولا رسول الله كان مصيركم إلى النار
ولولا رسول الله لاستحللتم دماء بعضكم بعضا وأموال بعضكم بعضا
ولولا رسول الله لما كان للعرب عز أو سلطان فلا عز إلا عز الإسلام
ولولا رسول الله لعشتم في ظلمات الجهل والوهم ولما عرفتم العلم ولا فتحت لكم نوافذ الفهم
فنافحوا عن رسول الله وقربوه للناس وأزيلوا الالتباس الذي لصقه البعض في شخصه الكريم وجندوا ألسنتكم وأقلامكم وإعلامكم لنصرة هذا الدين والذود عن رسول الله ودعوته الغراء فهو أغلى من أرضكم وأغلى من أنفسكم وأغلى من نفطكم هو فداه أبي وأمي أغلى مما طلعت عليه الشمس .